الأربعاء، 24 مارس 2010

التهاب في القصبة الهوائية

منذ عشر أيام تقريباً، أصيب طفلي ببعض البرد. في البداية كان الأمر عادياً وظننت أنه من تقلب الجو. ولكنني فجأة استيقظت ليلاً على ولدي يحاول البكاء ولكنه غير قادر على إصدار أي صوت. أثّر المرض على أحباله الصوتية ولم يستطع حتى البكاء. كان هناك في سريره يحاول أن ينادينا أنا وأبيه ولكنه لم يستطع. وعندما رأيته هكذا، كدت أبكي بدلاً عنه. لأول مرة أشعر بأنني عاجزة تماماً. لم أتمكن من فعل شيء، ووجدت نفسي أنسى القواعد التي رغبت في تعويده عليها، مثل أن ينام وحده في سريره وأن يساعد نفسه على النوم. خفت عليه من الاختناق لا سمح الله. وجدتني أضمه إليّ محاولة التخفيف عنه. وقررت أن أخذه إلى الطبيب في الغد بعد عودتنا من عملنا. لن أتحمل عدم سماع صوته وبكائه وصراخه أبداً. وحين جاء الصباح، وجدت حرارته قد ارتفعت إلى 38.5 إلهي ماذا أفعل. يجب أن أذهب إلى عملي. ولا أستطيع أن أتركه في هذه الحالة. طلب مني زوجي أن أذهب وقال أنه يستطيع الاستئذان لأخذه إلى الطبيب. كان قلبي يتمزق لأن عليّ الذهاب. لن يتفهم أحد في عملي ما حدث، وبكل بساطة سيظنون أنني أبحث عن حجة لعدم الذهاب. أسرعت في تحديد أول موعد مع الطبيب، وأعطيت طفلي خافضاً للحرارة، وتابعت حالته هاتفياً حتى وصل زوجي. وبالفعل أخذناه في نفس اليوم وأخبرنا الطبيب أنه يعاني من التهاب في القصبة الهوائية. يا الله ساعدني. كيف أصيب بهذا وأين كنت أنا؟ أحسست بالذنب لأنني سمحت للمرض أن يتمكن منه. هدأ زوجي من روعي وطمأنني إلى أن الأمر طبيعي نتيجة لتغيير الجو وما كان بإمكاني فعل أي شيء. بدأنا بإعطاء طفلي الأدوية، أو على الأحرى محاولة إعطائه إياها. كان يغلق فمه بإحكام ولا يسمح لنا بإعطائه الدواء أبداً، وإن أرغمناه، جمعه في فمه وبصقه في لحظات. مر أسبوعاً على تناوله للأدوية مرغماً وتحسّن إلى حد كبير ولله الحمد. كانت أياماً صعبة. ولكنها مضت على خير.

1 التعليقات:

Enbee يقول...

سلامته ألف سلامة

إرسال تعليق

 

يوميات أم Design by Insight © 2009