الاثنين، 22 فبراير 2010

كيف مرّ الوقت؟

0 التعليقات
يبلغ طفلي الآن ثمانية أشهر ولله الحمد. لا أعلم كيف مرت الأيام بهذه السرعة! لقد كنت منذ زمن قريب مولوداً وها أنت الآن أقرب لبلوغ عامك الأول ما شاء الله. في كل صباح حين أضمك إلي قبل أن أذهب لعملي أدعو ربي أن يطيل لي في عمرك وأن يبعد عنك كل ضرر أو سوء. حين أرى ابتسامتك أو حين تحاول التعلق بي كي لا أرحل أحبس دموعي من أن تنهمر وأعتذر لك عن اضطراري للرحيل وأعدك بالعودة قريباً. يا الله، كم أشعر بالسعادة حين تبتسم عند دخولي البيت بعد غيابي ساعات عنك يا حبيبي. كم أتمنى أن أضمك لباقي اليوم حتى تنام.

أصبح نادر الآن ملولاً (مثل أمه)، يرغب في الخروج من المنزل أو النظر من الشرفة على السيارات المارة. لا أعلم ما الذي يلفت نظره في إطارات السيارات. قد تكون حركتها لا أدري. ولكن ما أفهمه أنه بحاجة إلى تغيير أجواء المنزل من حين إلى أخر. آه يا ولدي، لقد بدأت متطلباتك!

الصبر يا رب

0 التعليقات
اللهم ألهمني الصبر على هذا الطفل المزعج. كيف يمكن لكائن بهذا الحجم أن يكون بهذا القدر من الإزعاج؟ لماذا تبكي كل ساعة؟ أطعمناك وغيرنا لك وحممناك ولعبنا معك. ماذا تريد أيضاً؟!! لم أعد أقوى على التحمل. أدركت كم هي صعبة الأمومة وأنني لن أبرع فيها حتى أصبح صبورة لأبعد الحدود. طبعاً انا لا أملك هذه الصفة أبداً وعليّ أن أتدرب لها جيداً.

استغرقني الأمر كثيراً لأدرك احتياجات صغيري وأفهم لماذا يبكي الآن. الظريف في الموضوع أنه كان يقوم بحركات مضحكة جداً تطفئ نار غضبي سريعاً. وخاصة حين أطلب منه أن يقبلني فيرفع خده قليلاً من على كتفي لأقبله. أدرك الآن أنني كان من الممكن أن أكون أماً أفضل. ولكنني أعدك يا صغيري أنني سأفعل ما بوسعي حتى أعوضك عن تلك الفترة وعن غيابي عنك وانشغالي بعملي وانت بحاجة إلي. صبرني الله وقواني!

صغيري الغالي

0 التعليقات
بعد أن نقلت إلى غرفتي، بدأ الجميع بزيارتي. أهلي وأهل زوجي الذين غيروا موعد وصولهم ليرون السيد نادر. وكيف لا وهو أول طفل لابنهم الأكبر، وهو الذي سميناه "نادر" تيمناً بجده. وتلك الليلة نمت وحدي بالمستشفى مشتاقة لزوجي وطفلي. وما كاد يأتي الصباح حتى كان الجميع بجانبي. وأحضروا طفلي الصغير لأطعمه. يا إلهي، إنه صغير جداً. حتى أن ثيابه المنمنمة كبيرة عليه! بدأ طفلي في الصراخ جوعاً ولكنني لم أستطع إطعامه. لم يكن ولدي صبورا ولم أكن أنا مشبعة بالنسبة له، مما جعله يعتاد الرضاعة الصناعية. آلمني ذلك كثيراً وشعرت بأنني أم سيئة وأنني لا أصلح لهذا الدور. ولكن أحبائي أفهموني أن الأمر صعب ويحتاج لصبر.

مر يومان، وحان وقت رحيلي من المستشفى لأتحمل مسئولية ولدي في بيتي. كنت مرعوبة من الفكرة ولكنني كنت متحمسة في ذات الوقت. ها أنا الآن أماً أطلب من زوجي أن يهدئ السرعة من أجل ولدي. سبحان الله. فمن يعرفني يعلم أنني أعشق القيادة بسرعة. لقد كان هذا تأثير ولدي على قلبي. هذا الكائن الصغير الذي غير مجرى حياتنا وشغل الفراغ اليومي الذي كنا نعاني منه. كم أعشقك يا ولدي.

ما أجملك

0 التعليقات
وجاء الغد. وأفقت وأنا أتردد في الذهاب وأقول لزوجي لأ أريد الذهاب. لقد أصبحت أفضل. ضحك وقال لي: كيف تريدين تأجيل ولادتك؟ هيا استعدي. ذهبنا أنا وهو وأمي إلى المستشفى وهناك وأنا انتظر خلو غرفتي، كنت أسمع من كل غرفة صراخ سيدة. خفت كثيراً. ولكن ما طمأنني هو أن بعد كل صرخة كان يأتي صوت بكاء طفل. فهمت أن كل ما علي هو أن أصرخ صرخة واحدة لأصبح أماً. لا تضحكوا عليّ. في تلك اللحظة كنت بحاجة لأي فكرة تطمئن قلبي وتخفف من تسارع دقاته. وجاءت اللحظة. ودخلت الغرفة. وضعوا لي كماماً مسكناً لآلام الطلق وكان أفضل شعور في حياتي. لم أدري ما الذي كان يحدث من حولي. كنت أضحك وأحدث زوجي بأن هذا المسكن رائع. كان يضحك علي هو وأمي وعلى كلامي غير المترابط. وحان الوقت. وأزالوا الكمام وبدأت أشعر بالرعب من الآتي. قلت لنفسي، تحملي الألم لتنتهي منه سريعاً وهذا ما قالته لي طبيبتي أيضاً. وبعد معاناة مع طفلي الذي كان الحبل السري ملتفاً على رقبته، ومع براعة طبيبتي والحمدلله، صرخت وجاء طفلي. جاء "نادر" إلى عالمي. نظر إلى عيناي وهو الصغير الرائع وظل محملقاً في عيناي. كنت أسعد انسانة في تلك اللحظة. يا الله ما أجملك يا طفلي.

ماذا؟ غداً؟!!

0 التعليقات
في الشهر الأخير من الحمل، بدأت اعاني من ظهور نوع من الحساسية على جسدي عرفت بعد ذلك أنه يدعى حساسية الحمل. كنت أشعر بالحكاك حتى في باطن قدمي ويدي لدرجة أنني كنت لا أنام إلا إذا أمسكت بقالب الثلج ووضعت قدماي على أخر. وكان لا يمر خمس دقائق إلا ويذوب الثلج وأستيقظ مجدداً من الحرارة والحكاك. الحمدلله أنه لم يكن أمراً معديا وأنه كان بسبب الحمل فقط. ولكن لإنني لم أستطع التحمل، ذهبت إلى طبيبتي عدة مرات واستمريت في دهان جسدي بالمراهم والأدوية المختلفة. حتى فاق الأمر تحملي وذهبت إليها مرة أخرى. ببساطة قالت لي: لن تتحسني حتى تلدي!! وبعد أن فحصتني قالت لي ستلدين غداً!! صدمت. ماذا؟ غداً؟ وكيف ذلك؟ أنا لم أستعد نفسياً للولادة ولاستقبال طفلي بعد. كيف سأكون أماً غداً؟ غمرتني التساؤلات ومشاعر الخوف والقلق. بعد عودتي للبيت صليت ركعتين وقرأت أدعية وآيات لتسهيل الولادة وطلبت من الله أن يمر اليوم على خير، وحاولت النوم. ولكن لم أستطيع استيعاب فكرة أنني سأصبح أماً غــداً!!!

الخميس، 18 فبراير 2010

نعم يستحق الأفضل

0 التعليقات
لم يبق الكثير على ولادتي. الكل يسألني حول ما الذي اشتريته. أخبرهم "لا شيء حتى الآن". وبعد إصرار من الجميع، شعرت بأن الوقت فعلاً قد أزف. أصبح كل همي تحضير غرفة طفلي وشراء حاجياته. أعددت قائمة بالمطلوب وهممت في الشراء. بعدما اختلفنا كثيرا حول السرير الأفضل، اخترنا سريراً ملوناً يسهل طويه لاحقاً، وجاء السرير الآخر كهدية لطفلي القادم. خصصنا أحدهما لينام فيه خلال اليوم معنا، والآخر في غرفتنا ليكون بجانبي ليلاً. قمنا بدهان غرفته بألوان مرحة تلائم كل شيء ليشعر بالهدوء والأمان. حضرنا المعقمات والرضّاعات والملابس. اشترينا اكسسوارات طفولية لنزيّن حوائط الغرفة. ستارة غرفته تحمل شخصيات كارتونية ليلاعبها طفلي حين يكبر. وغيرها الكثير. أدرك الآن أنني اشتريت العديد من الأشياء غير الضرورية ولكنّ طفلي يستحق الأفضل!

أشعر به...يتحرك!

0 التعليقات
مرت الأشهر سريعا وإذا بي في المرحلة الثانية من الحمل. أصبحت أكل بشراهة كبيرة وأشعر بعدها بالجوع سريعاً. حاولت أن التزم بتعليمات طبيبتي من أكل صحي وتناول للأدوية والفيتامينات وما إلى ذلك. لكنني كنت أضعف كلما شممت رائحة المقليات. وبخاصة البطاطس المقلية. وبمرور الوقت، أدمنت البطاطس المخبوزة. نعم هي ليست أكلة صعبة أو نادرة الوجود، ولكنني كنت أطلبها من مكان واحد فقط. كشك صغير في داخل السوق. وأصبحت أزعج زوجي بشكل شبه يومي ليأخذني إلى هناك كي أكلها. كان يقبل رغبة في إرضائي من ناحية وخوفاً من ظهور علامة وحامي على الطفل من ناحية أخرى. بدأت بطني في التضخم وازدادت حاجتي لملابس حمل واسعة تريحني في عملي وفي البيت. استمتعت بكل لحظة وأنا أشتري تلك الملابس. أحببت إحساسي بطفلي يكبر في داخلي وبأنني أحتويه. وكانت أهم اللحظات في هذه المرحلة حين أرتمي على أريكتي المفضلة بعد يوم عمل طويل وفجأة، يتحرك جنيني!

شكراً حبيبي

0 التعليقات
أخبرت أمي وأبي وأخي وأصدقائي، وكذلك فعل زوجي. شعرت بسعادة عائلتينا لنا وبفرحتهم لقرب قدوم حفيد لهم. بدأ الجميع يحذرونني من ضرورة الاهتمام بصحتي وبغذائي. كان هذا يسعدني أحياناً ويزعجني أحياناً أخرى. وسرعان ما بدأت أعاني من أعراض الحمل من انسداد في الشهية وتعب وشعور بالنعاس. ولكن أكثر ما أزعجني، هو شعوري بالاكتئاب الدائم والرغبة في البكاء. عرفت بعد ذلك أن هذا الأمر طبيعي لنسبة كبيرة من النساء، ولكنني لم أشعر أن ما أعاني منه هو أمر عادي. لماذا أبكي؟ لماذا أصبحت أكثر حساسية من أي موقف أمر به؟ لم أعد أقوى على الذهاب للعمل ومن ثم العودة إلى المنزل لأنظف وأطهو وأجلس مع زوجي وأرتاح. أشعر بالتعب يسري في جسدي وبالخمول يسيطر عليّ. الحقيقة أن زوجي، ولله الحمد، كان متفهما لوضعي ولم يثقل كاهلي بطلباته. فقد تحملّ عصبيتي وتقلب مزاجي دون أن يشتكي.
شكراً لك حبيبي!

سوف أصبح أماً

0 التعليقات
لم أكن أعلم كيف سأشعر وكيف سأتصرف بعد أن أضع طفلي. كنت أفكر في ترتيبات الولادة وما بعدها، من ناحية لأستعد، ومن ناحية أخرى لأشغل تفكيري عن رعبي من تحولي إلى أم. نعم سأصبح أماً. نعم سأصبح مسئولة عن كائن يعتمد علي في كل شيء. هل سأستطيع؟ هل سأقدر على تحمل هذه المسئولية وأربي طفلي على الأخلاق والعلم والأدب؟
منذ اللحظة الأولى التي عرفت فيها أنني أحمل جنيني، وبالرغم من عدم معرفتي لجنسه في تلك اللحظة، إلا أنني شعرت بمشاعر لم أعهدها من قبل. شعرت بسعادة تغمرني وبامتنان لزوجي الذي أهداني أغلى الهدايا. وفي نفس الوقت، تملكني الخوف. ما الذي سيحدث؟ وكيف سأتابع حملي؟ كيف سألد؟ وكيف سأربي وليدي؟ ما الذي أحتاجه الآن وبعد أن ألد؟ من سيكون بجانبي؟ هل سأنجب طفلاً أم طفلة؟ ترى ماذا ستكون ردة فعل أقاربي وأصدقائي؟ كل هذه التساؤلات تملكتني وأنا أبتسم للفكرة. سوف أصبح أماً!!!
 

يوميات أم Design by Insight © 2009